السلام عليكم جميعا ........
يسألني كثير من الشباب كيف هي حياتك وأنت بعيد كل البعد عن أهلك وخلانك ؟؟؟
هل أنت سعيد ؟؟؟ ألا تتمنى العودة ؟؟ ما هو شعورك ؟؟؟ وغيرها من الأسئلة .....
وعندما أفاجئهم بقولي أني سعيد ومستبشر بهذه الغربة خيرا , يتعجبون أشد العجب .....
ولكني أقول : لا تتعجبوا , فإن الإنسان الداعية أينما حط رحاله فهو داعية إلى الله , ألا تتأمل أن صحابة رسول الله صلى
الله عليه وسلم تربوا معه في المدينة ولكنهم ماتوا دعاة ومجاهدين ومرابطين في أقاصي الأرض ، فمنهم من مات في الشام
وآخر في العراق وآخر في خراسان ولكنهم ما بدلوا وما غيروا .....
في هذه الظروف ( أي في الغربة ) يكتشف الإنسان نفسه أكثر وأكثر ويقف في اختبار صعب أمام نفسه لينظر في إرادته
وصلابته وقوته وإيمانه ، هل هو كما هو عندما كان بالأمس مع الشباب والإخوان ، أم أنه بمجرد انقطاعه عن الشباب
يضعف ويفتر وتقصر همته ......
إنه اختبار صعب بحق !!!!!!
وما زلت إلى الآن أخوض هذا الإختبار !!!
فمن كانت حالته في غربته وخلوته خير من حاله في خلطته واجتماعه بالشباب فهو إنسان عظيم الإرادة صعب المراس
ومن كان على العكس من ذلك فباطن الأرض خير له من ظاهرها ....
أسأل الله أن ينصرني على شيطاني والهوى ......
محبكم والمشتاق إليكم