صانعات النصر الفلسطيني
وسط هذا العالم الموارالمليء بالمتناقضات، يتوهج نور نساء ، يكسرن أختام الحصار ليصنعن النصر، يقتحمن العقبات، فيحرجن الأنظمة المتواطئة، أنظمة التطبيع ، ويقمن عليها حجة الخدلان والتقاعس عن نصرة المستضعفين من شعوب الأمة العربية والإسلامية. لله در المرأة الفلسطينية ! لله درك يا باعثة الأمل في الشعوب المستضعفة المغلوبة على أمرها ! في كل يوم تبدعين فتتمثل لنا نماذج الصحابيات المجاهدات من سلف الأمة، فأنت الزوج الصالحة، وأنت الأم المثالية، وأنت الأديبة والشاعرة والناقدة والطالبة الحريصة على التفوق العلمي، وإلى جانب هذا وذاك فأنت المؤمنة المجاهدة إلى جنب الرجل، الصابرة على البلاء المحتسبة لربها. ألم يأن لملحمة نساء فلسطين أن توقظ الوسنان، وتنبه الغافل وتجمع شتات الأمة وتوحد كلمتها؟
خنساوات زماننا :
نساء من خيرة النساء اللواتي طلعت عليهن الشمس في زماننا، ربتهن الشدائد واحتكاكهن مع العدو الصهيوني، فسقوط الشهداء و الشهيدات أمام أعينهن:سقوط الزوج و الابن و الأخ...،كل هذا نزع الوهن من قلوبهن ،فآثرن الآخرة الآجلة على الفانية العاجلة، فماذا يعني أن تختار النساء في فلسطين الآخرة على الدنيا ؟ تبعث بفلذة كبدها إلى ساحة الشهداء و لسان حالها يقول : موعدنا الجنة ،خنساوات جديدات والله...!
كيف نبقى على هذا الوهج وعلى هذا التألق ؟ أي زيت نبعث به إلى قناديل بيت المقدس، كما جاء في الحديث الشريف حين سألت السيدة ميمونة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلة: "يا رسول الله افتنا في بيت المقدس، قال:ائتوه فصلوا فيه... ، فإن لم تأتوه و تصلوا فيه، فابعثوا بزيت يسرج في قناديله")سنن أبي داود( إن أيسر و أضعف ما نبعث به لإخواننا في فلسطين هو الدعاء عسى أن نبقي هذه القلوب حية مشتعلة متألقة ،يقينها في الله وفي نصر الله ووعد الله كبير " ألا إن نصر الله قريب"(1)،و لعل أسمى ما نقدمه أن نعمم هذا النموذج النبوي في تربية المرأة، فتهب الأمة من رقدتها وتطلب الريادة بين الأمم والفلاح في الآخرة .
نور يتوهج:
لله دركم أهلنا في غزة ،غزة العزة والإباء زمن التخاذل،زمن الاستكبار الصهيوني و الأمريكي المتصهين ،وأذنا بهما.. ،نوركم يزداد توهجا كلما ادلهمت الخطوب ،في ظل احتلال بغيض و صمت دولي مريب وتواطؤ القريب و الحبيب مصداقا لقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** *** على النفس من وقع الحسام المهند
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم إذ قال :"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ،لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جانبهم، إلا ما أصابهم من لأواء (أي أذى)حتى يأتي نصر الله
وهم على ذلك، قالوا : وأين هم يا رسول الله ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس "
اعلموا إخوتي في فلسطين أن الولاء لله يخلق المعجزات وأن الأيدي المتوضئة ،والقلوب المستنيرة بنور الله أقوى سلاح وصدق عز و جل إذ قال : "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"(2).
فاصبروا وصابروا ورابطوا، فمن هنا يأتي النصر، وهذه بداية الصعود من الحضيض .