{غصن الزيتون والحجاره الأربعه}
لقد مات كل من كان في قريتنالم يبقى سواي وجدي الكبير في السن وثلاثة من ابناء القريه لقد دمر حياتنا السيل الجارف إنه سيل يأتي كل سنه وكان يصده سد القريه ولكنه لم يحتمل قوة الماء تلك السنه فكان ما كان
سكنا في أحد الكهوف القريبه وبدأنا حياتنا الجديده وشبح الحزن يرافقنا ونحن نتجرع كأس البؤس بعد فقد أهلينا
كنا نأكك من مزرعة قريبه
كان جدي يتحدث مع الحيوانات والجمادات والأشجار وكل شيئ
قال جدي بما أنا لا عمل لنا
سأعلمكم علما أحسبه قد إندثر
إنه يابني علم الكلام مع الجماد وعالم رؤيته
بقينا في دروس جدي سنة كامله حتى استوعبنا العلم بأكمله
وذات يوم ونحن في كهفنا جالسون إذا بصوت كبير مزعج فإذا بالأشجار قد إلتفت حول كهفنا
فخرج جدي ونحن خلفه فقال لكبيرة الأشجار
ماذا حل بك ماذا دهاك انت والذين في حماك
فتقدمت كبيرة الأشجار فقالت أيها الشيخ هذا غصن زيتون وصل غابتنا يبحث عنكم وقد سقط من شدة الإعياء والتعب خذه وعالجه
اخذه جدي وحفر له في بداية الكهف وجاء له بمياه غريبه اللون والريح
وبدأ يسقيه
بقينا على حالنا مدة شهر وانا أحاول الحديث مع الغصن كما علمنا جدي ولكنه لا يجيب
فقال لي حسبك يا بني لن يجيبك غصن الزيتون
إلا بعد ان يخرج ورقه
ونحن كذلك إذا بالكهف يرتج فخرجنا مسرعين فإذا بصخرتين عضيمتين
امام فم الغار قالت إحداهن أيها الشيخ خذ هذا الحجر لقد دخل حمانا وزعم انه يبحث عنكم
وقد كان الحجر في غاية التعب
أخذه الشيخ ثم وضعه في الغار وفي اليوم التالي إذا بالكهف يرتج اخرى
فخرجنا فزعين
فإذا بالصخرتين عادتا ومعهما حجران أخران
أخذهما جدي وادخلهما بجانب الحجر الأخر
وقد لا حضت في الحجارة امر غريب اخبرت به الشيخ
فقلت له ياشيخ انضر
وما ان أردت ان أتم كلامي حتى تحرك الكهف فخرج الشيخ وأنا انضر في الحجاره
وبعد فترة دخل الشيخ ومعه حجر اخر أتت به الصخرتان
ثم وضعه بجانب رفاقه
فقلت ياشيخ انضر
الحجر الأول لونه ذهبي رائع شكله ومذهل ملمسه
والحجر الثاني لونه فضي يسحرك برونقه
والحجر الثالث لونه غريب ولكنه اجمل من الجميل
اما الحجر الأخير فلونه قبيح وشكله غير مريح
نعم لقد كان هذا وصفها
وبقي جدي يحاول في غصن الزيتون كي ينطق ولكن لا جدوى
حاولنا بشتى الطرق فلم نجد حلا
إستسلم جدي للنوم اما انا فبدأت افكر في أمر الغصن حتى اجهدني النوم فغفت عيناي
فإذا بي أرى في النوم شخصا جميل الهيئته في يده ورقه غريبة ممزعه
ورأيت نفسي في حفرة في الأرض ولا يضهر من جسمي سوى صدري ومافوقه
وأنا أحاول الخروج فلا استطيع
ثم ذهب ذلك الرجل الجميل نحو الشيخ والثلاثه الذين معنا في الكهف
فقطع رؤسهم وهم يضحكون ثم أتى بها وانا أصرخ
ثم عمل برؤسهم حوضا علي فإذا بي اخرج من الحفرة رويدا رويدا
حتى خرج جسمي من الحفره
فقمت من النوم فزعا وقد صرخت بكل قواي
نهض جدي من مرقده ورفاقي
وهو يهدئ من روعي
ويقول ماذا جرى
فرويت له حلمي فابتسم جدي ثم انفجر ضاحكا
فقال لقد حللت اللغز
فقلت أي لغز
قال نم وغدا سأخبرك
قلت كيف أنام بعد هذه الرؤيا والله لا أنام
وخرجت أمام فم المغاره أنضر إلى النجوم وأنا أرى الأعشاب والريح يلعب به ويرسم خطوطا بجانبه ولون القمر الأبيض يعلوا رؤس الأعشاب
وفجأه إذا بالأعشاب حاضره فوقفت
فقالت أين جدك
فقلت هو نائم فقال هذه امانة أعطها إياه إنها ورقة دخلت في حمانا زعمت انها تبحث عنكم
فأخذتها
ولما تنفس الصبح
قلت ياجدي
لقد تحدثنا مع كل الأشجار والجمادات
الا هذه الأحجار الأربعه وهذه الزيتونه المعمره
فقال جدي هون عليك لقد عرفت حل لغزها
إن رؤسنا الأربعه التي قطعها ذلك الرجل الجميل في منامك هي الحجارة الأربعه وانت الذي في الحفره تمثل الزيتونه ولكن السر في الورقه التي في يد الرجل من أين سنأتي بها واين هي
فأخرجتها من جيبي واعطيته إياها فنضر إلى بدهشه وقال من أين لك هذه الورقه
فحكيت له قصتها
فأخذها وهو يكاد ان يطير فرحا بها ثم قال هلم كي نتحدث مع الأحجار والزيتونه ونعرف خبرها
توجه جدي نحو الحجارة ثم رصها في شكل دائري حول غصن الزيتونه
والورقة في يده ثم انتضرنا ولكن لم يحدث شيئ
فقلت ياجدي لا جدوى لن تتكلم
فجأه
رفع غصن الزيتون رأسه
وتحركت الحجاره حتى أصبحت بجانب بعضها
ثم سقطت الورقة من يد جدي
ووقفت بجانب الغصن
فإذا بالغصن يتكلم وقد قطعت بعض أجزائه
فقال بصوت حزين
أتدرون من أين أتيت
فقلنا لا
فقال الغصن ان من أرض فلسطين
أتيت أخبركم بأن اليهود قد إقتلعوني من مكاني الذي فيه أرقد
وزرعوا مكاني شجرة الغرقد
لم يرحموني
هل عرفتم قصتي
فقال الشيخ نعم نعرفها
فصرخ الغصن قائلا إذا انتم تدرون عن حالنا
فأومأ الشيخ ان نعم
فصرخ الحجر الذهبي وقال إذا انت تعرفني
فقال الشيخ نعم وكيف لا أعرفك بل من لا يعرفك انت حجر من سور المسجد الأقصى الذي أحرقه اليهود
ثم صرخ الحجر الثاني وقال وانا هل تعرفني فأومأ الشيخ ان نعم
ثم قال انت حجر من جدار مسجد قبة الصخره
الذي يدنسه اليهود ليل نهار
وانت أيها الحجر الذي لك لون جميل
انت حجر حملك مأة شهيد
ورمى بك اليهود ذلك الشعب الطريد
وانت ايها الحجر القبيح
انت لست قبيح ولكن احد اليهود أمسك بيده جسمك الطاهره
فلوثك بنتنه وشركه وغضب الله عليه
ثم صمت الجميع
فتقدمت الورقة الممزعه
وهي تكاد ان تسقط من التعب والإعياء والجروح
فقالت
وأنا هل تعرفني أيها الشيخ
فسكت برهة وهو ينظر إليها ثم نطق
فقال لا
فقالت أنا بقايا مصحف شريف جعله اليهود مناديل لإزالت أذاهم ووسخهم
بعد ان أهانوه وحرقوه
أعرفت من انا
لم أصدق ما حصل أمامي
سالت دموعي
فتقدمت نحو الحجر الذهبي فأخذته بين يدي فقلت أهلا بإرث أبائي واجدادي
فلطمني ثم نزل وقال
أي إرث أيها الخونه
لقد قطعنا ألاف الأمتار كي نخبركم بحالنا كي تشدو رحالكم نحو العدو
ما علمنا انكم على علم بحالنا
وانتم صامتون
أيها الخونه
فصرخت وانا ابكي وقلت له لم أكن أعلم من قبل بحالكم
فقال غصن الزيتون
لماذا لم تخبره أيها الشيخ
هل تريده ورفاقه يبقون في خدمتك
ثم دنوت من ورقة المصحف حتى استويت على الأرض فقلت وأنا ابكي كيف حال أهلي هناك
فانفجرت الورقة بالبكاء
فقالت
أهلك هناك جائعون
وهم في الليل والنهار يبكون
وليس أحد يمد لهم يد العون
إنهم كالبهائم يقتلون
وبالله ثم بكم يستنصرون
أمك هناك يلطم اليهود وجهها
ولم يراعو كبر سنها
بل تسحب على قفاها ووجهها
أختك هناك ينتهك عرضها
وتصرخ بأعلى صوتها
أيا أخواني إنقذوني
وبثيابي استروني
ولا مجيب للصوتها
جدك هناك يسحب من لحيته
ويضرب بالعصا فوق رأسه وبجانب مسجده
مسجده!! آه يابني
أصبحت المساجد كنائس
وأصبح صوت الأذان نواقيس
أصبحت كلمة لا إله إلا الله
لاتعرفها الوديان
ولا تطرب لسماعها الأذآن
أصبح مكان الانبياء الذي صلوا فيه
لا أحد من المسلمين فيه
لا يوجد سوى يهودي نذل حقير جبان
نعم جبان ولكن اين من يعرف
يقرأ كتابه المحرف
بني انا القرآن كتابكم المقدس
الذي يجب على من قرأه ان يتطهر من النجس
انا كلام ربك
أنا نطقني فم نبيك
أنا المصحف انا القرآن انا كلام رب الإنس والجان
أنا الذي مكاني فوق سبع سماوات وانتم أختاركم للحمايتي
أيجعلني يهودي تحت رجله؟؟
أأحرق وتطير هيبتي من نفسه؟؟
أنا القرآن أيجعلني اليهود مناديل لهم؟؟
والله لأقفن يوم المحشر واقول ياربي أماقدستني ؟؟
وأمرت المسلمين ان يحفضونني؟؟
ربي جازهم بالنار
فقد جعلوني في ذلة وصغار
ربي أحرقهم
والأن إما تنصروننا وإلا أقمت الحجه
يفعل بي هكذا وأنا كلام ربك المقدس فلا تبك على شيئ بعدي
يا بني الكل هناك يبكي
أمك هناك تبكي
واختك هناك تبكي
والكل هناك يبكي
فهلا ساعدتهم
فقلت لبيك يامسجد المسرى
والله لأتينك يافلسطين
ولأضعن نواصي اليهود في الطين
والله لأتينك يافلسطين
بجموع المسلمين
مهللين مكبرين
ولأبوابك فاتحين
سأقتل اليهود
وأوفي بالعهود
هيا نمضي يا حجارة الأقصى وانت أيضا ياغصن الزيتون
اما انت ياورقة المصحف فسأحملك بين جوارحي
في قلبي
في روحي
حتى أجد من فعل بك هذا
وأحرقه بين كتبه
وانت أيضا يا قارئ القصه
خذ كلامي وهذا نصه
{إنضم إلى صفوف المجاهدين
حتى يأذن لنا بالخروج رب العالمين}
فقد تكتب من الفائزين
بالشهادة في سبيل رب الأولين والأخرين
بالنيه
فهل تعجز ان تنوى نية صادقه؟؟