تبر مرتقي مميز
عدد الرسائل : 112 العمر : 63 الاسم الحقيقي : ابو سعد اليوبي تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: الرمز.. الأثر والتأثير الثلاثاء أبريل 29, 2008 11:46 pm | |
| ما من دين أو حضارة أو مجتمع أو حتى عائلة صغيرة إلا وتحتفظ في ذاكرتها أو تعايش في
واقعها رمزاً تمجده وتفخر بالانتماء المتبادل بينهما ، إذ تعمل هذه المجموعات على بلورة سلوك
الرمز ونمذجته في إطار التعديل السلوكي لها ، والعمل على إيجاد دوافع لرفع همة المجموعة من
خلال إبراز انجازات الرموز والنجاحات التي حققوها في شتى الميادين
والرمز قد يكون عالماً أو مفكراً أو أبا أو مشرفاً أو غير ذلك ولكن الجميع يشترك في ملأ خانة
مميزة يتجلى فيها التخصص الذي تميز به الرمز.
وسنعرض في هذه المقالة لكيفية التعامل الذي نراه متوازنا في التعاطي مع هذه الشخصيات
المؤثرة .
أولاً : يختلف التعامل مع الرمز بحسب درجته ومكانته فالأنبياء مثلا ألقيت عليهم قداسة ربانية
لاتصالهم بخبر السماء مباشرة فلذلك سنرجئ الكلام عنهم في مناسبات أخرى إن شاء الله
ثانياً : ليس شرطاً أن يكون الرمز ايجابياً ونافعاً دائماً فهناك رموز للشر والفساد في كل عصر
قال تعالى (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) فآباؤهم كانوا رموزا للضلال
والبعد عن الحق ، وكذلك فرعون يعتبر قدوة بارزة لكل جبار وظالم ، وفي المقابل نجد من
يمتلك قوة للتأثير الايجابي النافع للإيجابية كابن حزم والغزالي وباستير وإديسون وغيرهم .
ثالثا : إن من عوامل تكوين أجيال صاعدة وصالحة تمتلئ بالوعي هو إبراز رموز نافعة وايجابية
قادرة على إعطاء صورة مشرقة للنجاح وإمكانية التقدم خطوات كبرى في سبيل جعل الإنسانية
أكثر سعادة والإسلام أكثر فاعلية في الحياة . فالطفل الناشئ ينظر لمن هو اكبر منه حتى إذا كبر
نظر إلى من هو انجح منه حتى إذا نجح تطلع إلى من هو أميز منه وهكذا في كل مرحلة من
مراحل حياته يجد رمزا يشخص له ليلحق به . والملاحظ على امتنا الآن أن كثيرا من رموزها
ونماذجها ورقية البناء باهة اللون ، لايعدون إلا إن يكونوا ممثلين امتهنوا العهر أو مغنين تعروا
من الأخلاق واللباس أو ممن في حكمهم ممن لايحملون هدفا صحيحا أو رسالة قيمة .
ولايعني هذا انعدام الرموز الطيبة الباعثة على الأمل والذين تكاثروا في هذه الأيام والحمد لله ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي وسلمان العودة وعمرو خالد ومحمد أبو تريكة واحمد زويل
ومحمد سعيد البوطي وغيرهم في شتى الميادين .
رابعا : هناك فرق واضح بين الرمز والحق فالأول تابع للثاني وليس العكس فأيما كان الحق
وقفنا معه سواء وفق الرمز للاتصاف به أم لم يوفق ، فقد قال الإمام مالك رحمه الله (كل يؤخذ
من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم) وقول الإمام أبو حنيفة حين قال
(لاتكتبوا عنا إنما هو رأي نقول به اليوم ونعدل عنه غداً)
ويدل ذلك على أن الرمز مهما بلغت مكانته فهو معرض للخطأ ولاتلزم الأمة باتباعة إلا
ماوافق به الصواب مما يدعونا للقول بأن العصمة ليست لأحد غير الأنبياء .
خامساً : من مميزات المشروع الحضاري الإسلامي انه يؤسس لقاعدة الاجتهاد في تحقيق أعلى
درجات الصواب من خلال مشروعية النصيحة والتوجيه التي حث الإسلام أتباعه عليها ،
فبتالي أي شخص يلزمه أن يسمع لما يوجه له من النصح المؤدب وعليه أن يعلم تمام العلم أن
أي عمل يقدمه لخدمة الدين والدنيا داخل لمشرحة النقد لامحاله ، ولا يعني نقد أي رمز _عالم او
حاكم او قاضي او طبيب او مشرف _ أن هذا انتقاص من شخصه ومكانته بل يعتبر ذلك اكراما
له لرده للصواب .
اذا نستخلص مما سبق أنه لاقداسة في الإسلام لغير الأنبياء ، وللتأكيد على ذلك فقد استشار النبي
صلى الله عليه وسلم أصحابه في أمور عدة ليعلمهم أنهم يحتاجون من يساعدهم للسير في هذه
الحياة فلا يردوا ناصحاً أو ناقداً أو مشيراً | |
|
أبو عبدالله مشرف المنتدى الاسلامي و عضو في القسم الرياضي
عدد الرسائل : 535 العمر : 37 الاسم الحقيقي : تركي الدعيلج تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: الرمز.. الأثر والتأثير الجمعة مايو 02, 2008 7:15 pm | |
| لا أملك إلا أن أقول أنك تملك مخزون ثقافي كبير
بالتوفيق يا شيخنا | |
|
صهيب أحمد مرتقي نشيط
عدد الرسائل : 95 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 18/03/2008
| موضوع: رد: الرمز.. الأثر والتأثير السبت مايو 03, 2008 10:06 pm | |
| تحسب الناس فاضين لك ولمواضيعك الطويلة على كل حال شكرا | |
|