محمد حسين فضل الله
لانعتقد ذلك, وإذا قررنا أن ثمة أزمة أو مشكلة ,فهي ليست في الشباب أنفسهم.. فهؤلاء (الأرق أفئدة) مرهفو الحس, طيبو القلب, حسنو النوايا.. مستعدون للتفاهم والتعاطي مع العالم من حولهم..
الشباب ليسوا بمشكلة.. الفهم والتعامل هو المشكلة.
فالشاب – فتى أو فتاة – ليس متمرداً في ذاته, ولاقلقاً في طبيعته ,ولاعنيفاً في جلبيته.. إن (البيئة) و(الوسط) سواء كان بيتاً أو مدرسة أو شارعاً أو مؤسسة قد لايحسنوا التصرف مع (الإرهاف) فيحيلوه بقسوتهم الى (عنف) وقد يخطئوا التعامل مع الذي انتقل من الطفولة الى الرشد بحيث ينظرون اليه على انه ذاك الطفل الصغير الذي كايزال يراوح في مرحلة الطفولة لم يتعداها, وكأن لسان حال المتعاملين وفقاً لهذه النظرة غير الواقعية, هو قول الشاعر:
لم تزل (ليلى) يعني طفلة
لم تزذ عن أمسي إلا اصبعا
وإذا كان القياس هو هذا, فلاننتظر من المتعاملين مع الشباب غير زيادة الضغوطات وتكريس الممنوعات, بل وإشهار سيف المحرمات العرفية التي ما أنزل الله بها من سلطان.. ولأجل الفات النظر على سبيل المثال..
ندعوكم ..آباء ومدرسين ومصلحين الى قراءة الزايا التي تنشر في بعض الصحف والمجلات تحت عنوان (أريد حلاً) أو (مشكلة وحل) أو (أهدوني السبيل) لتتأكدوا بأنفسكم, أن المشكلة الكبرى هي في إساءة الفهم وسوء المعاملة..
في مثل هذه الحالات, ما الذي يحصل؟
يلجأ الشباب (فتى أو فتاة) الى أقرب الناس اليه, وهم الأصدقاء الأقران.. وهنا يلتقي الشاب بالتجربة الغضة الناقصة, وبالحل الخيالي المستقى من (فيلم) أو (رواية) أو 0حل) مطروح في مجلة تتعامل مع الشباب (فتياناً وفتيات) من منطلقات أقل مايقال عنها أنها غير إسلامية..
وقد ينكفىءالشاب (فتى أو فتاة) فينغلق باب غرفته إحتجاجاً على الجو الخانق الذي أساء فهمه معاملته.. وفي الغرف المنغلقة تتنفس الخيالات النفسية والجنسية والذهنية :فتارة تحلق بأجنحة (أحلام اليقظة) نحو واقع أكثر تقديراً وتفهماً وانسجاماً, وتارة تتحول الى نقمة وغضب مستعر يعبر عن نفسه بالمقاطعة أو العدوان أو بالإشمئزاز كأضعف ردود الفعل وأدناها.