أراد الملك تيمورلنك أن يستخدم (يوظف) أحد الأتراك بحيث يكون في معيته، فخاف الناس من هذا المنصب لأنهم يعلمون أن تيمورلنك لا تؤمن عاقبته، وأن من يكون بمعيته يكون تحت القضاء وعرضة للسخط، ولهذا لم يجرؤ أحد على أن يقول لتيمورلنك إنه لا يوجد أحد يصلح لخدمته، فاجتمعوا حول جحا وقالوا له : إن تيمورلنك يحبك وأنت تعرف أطواره ويمكنك القيام بهذه المهمة إلى أن يجد من يقبلها فرضى جحا.
وعرضوا الأمر على تيمورلنك فوافق، ولكنه أراد أن يختبر ما عند جحا من الحزم والقوة، فأمر أن يقف في الميدان واستدعى تيمورلنك أحد الرماة المهرة وأمره أن يصوب سهمه بحيث يمر بين رجلي جحا، فأغمض جحا عينيه وكاد يقتله الخوف ولكنه لم يتفوه بكلمة ومر السهم من بين رجليه وخرق جبته وقفطانه، ثم أمر تيمورلنك أن يصوب سهما آخر الى كم جحا اليمين ففعل واخترق السهم كمه، ثم أمر أن يصوب سهم ثالث إلى قلنسوته ففعل واخترقها السهم وجحا واقف كالتمثال ويكاد يقتله الخوف، وحينئذ دعاه تيمورلنك فأظهر جحا الشجاعة وجعل يضحك.. فأمر تيمورلنك أن ينعم عليه وأن تعطي له جبة وقفطانا وقلنسوة بدل التي خرقتها السهام.
فشكره جحا وقال : وأرجو أيضا أن تأمر لى يا مولاى بسراويل لتكتمل الملابس.
فقال تيمورلنك : ولكن سراويلك لم تصب بضرر.
فقال جحا : نعم يا سيدي إنها لم تصب بضرر من الرامي ولكنها أصيبت بضرر داخلي في كل موضع منها..